تزايد المخاوف الأوروبية من تأثير العملات الرقمية على الاستقرار المالي

أصدرت الهيئة التنظيمية العليا للأوراق المالية في الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، تحذيرًا من أن قطاع العملات الرقمية المتنامي قد يُشكل مخاطر على الاستقرار المالي العام في المستقبل، لا سيما مع تعمّق ارتباطه بالأسواق المالية التقليدية.

وأعربت هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية (ESMA) عن مخاوفها في ظل تأثر الأسواق العالمية بالتحولات الأخيرة في السياسة الاقتصادية الأمريكية، وتحرك الجهات التنظيمية الأميركية لتقليص الحواجز بين قطاع العملات الرقمية والنظام المصرفي التقليدي.
وقالت ناتاشا كازيناف، المديرة التنفيذية للهيئة، في خطاب ألقته أمام البرلمان الأوروبي ونُشر على موقع الهيئة الإلكتروني: “تتعرض الأسواق المالية في الاتحاد الأوروبي، في هذه الأثناء، لضغوط شديدة ناجمة عن التطورات السياسية والجيوسياسية الأوسع”.

شهدت أسواق الأسهم خسائر كبيرة في أعقاب موجة التعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، والتي أدت أيضًا إلى انخفاض ملحوظ في أسعار العملات الرقمية. ومع ذلك، بحلول يوم الثلاثاء، انتعشت الأسواق جزئيًا.
ورغم أن أسواق الأصول الرقمية لا تزال صغيرة نسبيًا، إلا أن البيئة السوقية الحالية تجعل من الممكن أن تؤدي الاضطرابات، حتى في هذه الأسواق الصغيرة، إلى تحفيز مشاكل أوسع نطاقًا في النظام المالي، بحسب ما أضافت كازيناف.
وعلى الرغم من أن الهيئة قد حذّرت مرارًا من المخاطر المرتبطة بالعملات الرقمية، إلا أن كازيناف شددت على أن هذا القطاع لا يزال يتطلب “مراقبة دقيقة ومتواصلة”، بالرغم من أن التهديد الحالي للاستقرار المالي لا يزال محدودًا.

ووفقًا لتقديرات الهيئة، فإن صناديق التداول الفورية تُشكّل أقل من 1% من إجمالي الصناديق في الاتحاد الأوروبي، كما أن 95% من البنوك الأوروبية لا تُشارك في أنشطة العملات الرقمية.
ويأتي هذا التحذير وسط دعوات من الرئيس ترامب الذي تربط عائلته علاقات بمشروع عملات رقمية، لتخفيف لوائح تنظيم هذا القطاع. في المقابل، اتخذت الجهات التنظيمية الأمريكية خطوات للسماح بمشاركة أكبر للبنوك في العمليات المتعلقة بالعملات الرقمية. كما أفادت وكالة “رويترز”، يوم الثلاثاء، أن وزارة العدل الأمريكية قررت حلّ فريق إنفاذ العملات الرقمية الوطني التابع لها.
من جهة أخرى، حذّرت الهيئة من المخاطر المحتملة لانهيار العملات المستقرة، وهي العملات الرقمية المرتبطة عادةً بالدولار، مؤكدة أن حدوث مثل هذا الانهيار قد يُؤثر على قيمة الأصول المالية التي تدعم هذه العملات، مع ما يحمله ذلك من تأثيرات متتالية محتملة على الأسواق المالية الأوسع.