ضغوط ترامب التجارية تُسقط البيتكوين إلى ما دون 80 ألف دولار

شهد سعر البيتكوين انخفاضًا حادًا في 7 أبريل، حيث تراجع بنحو 7% ليصل إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع، عند 77,077 دولارًا أميركيًا.
جاء هذا الهبوط بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة وكبيرة على الواردات، وهو ما أثار مخاوف واسعة من اندلاع حرب تجارية جديدة وتباطؤ محتمل في نمو الاقتصاد العالمي. في بداية الأسبوع الماضي، أظهر سوق العملات الرقمية بعض المرونة، إذ راهن بعض المتداولين على أن البيتكوين قد يكون بمثابة “ملاذ آمن” وسط تراجع أسهم شركات التكنولوجيا. إلا أن هذا التصور سرعان ما تغيّر مساء الأحد، 6 أبريل.

مع افتتاح العقود الآجلة للأسهم الأميركية في الساعات الأولى من تداولات آسيا، بدأت الأسواق في الانخفاض بشكل حاد. فقد تراجعت عقود مؤشر ناسداك 100 بنسبة 5%، كما هبطت عقود مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز بأكثر من 4%. وسجّلت الأسواق الآسيوية خسائر مماثلة؛ حيث انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 6%، ومؤشر ASX 200 الأسترالي بنسبة 5%، بينما تراجع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 4.4%، بحسب بيانات “ياهو فاينانس”.

البيتكوين لم يكن استثناءً، إذ انهار بالتزامن مع تراجع أسواق الأسهم. ووفقًا لبيانات منصة Coinglass، تمّت تصفية ما يقرب من 778 مليون دولار من المراكز الطويلة في العملات الرقمية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مسجلةً أكبر خسارة يومية منذ نحو ستة أسابيع. كما تراجعت أصول رقمية رئيسية أخرى؛ حيث هبطت عملة Solana إلى 107 دولارات، وانخفضت Ethereum إلى 1538 دولارًا، وهو أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2023.
وتنص السياسة الجديدة التي أعلن عنها ترامب على فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على معظم الواردات، مع فرض معدلات أعلى على بعض الدول، مثل 34% على السلع الصينية، و20% على واردات الاتحاد الأوروبي. وقد أثارت هذه الخطوة العدوانية حالة من القلق في الأسواق المالية، وبدأ المستثمرون في الاستعداد لاحتمال حدوث اضطرابات اقتصادية طويلة الأمد.

مع تصاعد القلق، بدأ مصطلح “الاثنين الأسود” يتصدر المواضيع الرائجة على منصة X، حيث شبّه العديد من المستخدمين ما يحدث بالانهيار التاريخي في عام 1987، عندما فقد مؤشر داو جونز الصناعي 22.6% من قيمته في يوم واحد، وهو أكبر انخفاض يومي في تاريخ سوق الأسهم الأمريكية.
من جانبه، حذّر الملياردير ومدير صناديق التحوط، بيل أكمان، في منشور على منصة X بتاريخ 7 أبريل، من دخول الاقتصاد في “شتاء نووي”، إذا استمرت سياسات ترامب الحالية. وكتب قائلاً: “سنُلحق ضررًا بالغًا بسمعتنا أمام العالم”.

وقد انعكس هذا التراجع في الأسواق على معنويات المستثمرين في سوق العملات الرقمية أيضًا، حيث هبط مؤشر “الخوف والجشع” للعملات الرقمية بمقدار 11 نقطة، ليستقر عند مستوى 23، وهو ما يعكس حالة “خوف شديد”. ومع ذلك، لا يتشارك الجميع هذا التشاؤم؛ إذ أشار آرثر هايز، المؤسس المشارك لمنصة BitMEX، في منشور له بتاريخ 4 أبريل، إلى أن هذه الاضطرابات قد تدفع المزيد من المستثمرين إلى اللجوء إلى البيتكوين كأداة تحوّط ضد السياسات الاقتصادية المركزية.
وسواء أكان هذا الانطلاق وشيكًا أم لا، فإن الأيام المقبلة ستشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة البيتكوين على الصمود في وجه العواصف الاقتصادية القادمة.