سرقة 21 مليون دولار من سوق الكريبتو في إيران
هزّت فضيحة احتيال ضخمة، تورط فيها مسؤولون رفيعو المستوى، سوق العملات الرقمية في إيران. ففي إطار تحقيق لمكافحة الفساد في هذا القطاع، قام ضباط استخبارات من الحرس الثوري الإيراني باختلاس 21 مليون دولار من العملات الرقمية، مما أدى إلى خسائر مالية كبيرة لآلاف المستثمرين وأثار مخاوف جدية بشأن نزاهة الإجراءات التنظيمية في البلاد.
تتمحور القضية حول الرئيس التنفيذي لشركة “كريبتولاند”، سينا إستافي، الذي أُلقي القبض عليه عام 2021 بتهمة “تعطيل النظام الاقتصادي”. غير أن ما كان يُفترض أن يكون تحقيقًا في سوء سلوك مالي تحول إلى مخطط احتيالي، حيث تحول المحققون أنفسهم إلى مجرمين.
بعد يوم واحد من اعتقال إستافي، تم تحويل ستة مليارات من ممثلات BRG الرقمية من محفظته، قبل أن يصبح الجمهور على دراية بعملية الاحتيال. لاحقًا، قام مسؤولو الحرس الثوري الإيراني ببيع هذه الممثلات الرقمية لتحقيق مكاسب شخصية. وكشف تحليل تقنية بلوكتشين أن أكثر من 21 مليون دولار من رموز BRG مرت عبر محافظ يسيطر عليها ضباط استخبارات الحرس الثوري.
كان مهدي حاجي بور ومهدي بادي المسؤولَين الرئيسيين عن هذه العملية، إذ كانا كبيري المحققين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة للحرس الثوري الإيراني. قبل تورطه في هذا النشاط غير القانوني، كانت القيمة الإجمالية لممتلكات حاجي بور لا تتجاوز 40 ألف دولار، إلا أنه وخلال أربعة أشهر فقط، قفزت ثروته إلى 14.2 مليون دولار، حيث اشترى ذهبًا وعقارات وسيارات فاخرة باستخدام الأموال المسروقة.
لكن الاحتيال لم يقتصر على هذين الضابطين فقط، بل تورط أربعة آخرون من الحرس الثوري الإيراني في المخطط. قام مجيد جهان برتو ومجيد طباطبائي بالمساعدة في غسل الأموال، بينما عمل عملاء آخرون على تزوير الوثائق لإضفاء الشرعية على المعاملات.
أما مهدي بادي، فكان يعمل تحت إمرة “الدكتورة عبادي”، وكانت له علاقات وثيقة بكبار المسؤولين، بمن فيهم علي أكبر حسيني محراب، النائب السابق لشؤون مكافحة الفساد الاقتصادي في الحرس الثوري الإيراني. وهو ما يعكس مدى تغلغل الفساد في أجهزة الاستخبارات والحوكمة في إيران.
رغم محاولاتهم التستر على الجريمة، انهار المخطط في مارس 2022، عندما أُلقي القبض على حاجي بور في عملية سرية. حاول حينها انتزاع 10,000 دولار من إستافي، زاعمًا أنه يمكنه مساعدته في استعادة العملات المسروقة. لكنه كان في الواقع ينتحل هوية مزيفة لتنفيذ عملية احتيال جديدة. بمجرد أن دفع إستافي المبلغ، تم اعتقال حاجي بور على يد ضباط استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
بعد اعتقاله، نُقل حاجي بور إلى الجناح 66، وهو مركز احتجاز مخصص لأفراد الحرس الثوري. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل الأحكام الصادرة بحقه وبحق شركائه سرية حتى الآن.
إلى ذلك، أدى انهيار منصة كريبتولاند إلى خسائر كارثية، حيث تعرض 51,000 متداول لأضرار مالية جسيمة. وعلى الرغم من تعويض 24 ألف ضحية بمبلغ يقارب 14 مليون دولار، إلا أن 25 ألف مستثمر آخرين لم يحصلوا على أي تعويض.
أما سينا إستافي، فقد صدر بحقه حكم بالسجن 15 عامًا إلى جانب غرامات مالية، كما مُنع من تولي أي منصب عام مدى الحياة. ومع ذلك، وعلى الرغم من فرض حظر سفر عليه، تمكن من الهروب من إيران وظهر لاحقًا في مقطع فيديو من فرنسا، مما زاد القضية تعقيدًا وغموضًا.
إخلاء المسؤولية: يعكس محتوى هذه المقالة رأي المؤلف فقط ولا يمثل المنصة بأي صفة. لا يُقصد من هذه المقالة أن تكون بمثابة مرجع لاتخاذ قرارات الاستثمار.
You may also like
للمستوى المميز فقط: قم بالتسجيل للحصول على مكافأة تداول استثمار مزدوج بقيمة 1000 دولار!
الإيثيريوم يُقدم إشارة انعكاس كبيرة: هل يستطيع سعر الإيثيريوم استعادة 2,000 دولار؟

“ستراتيجي” تعزز احتياطياتها من بيتكوين بصفقة بقيمة 1.92 مليار دولار
اليابان تتجه لتنظيم العملات الرقمية وفق قواعد تداول الأسهم
Trending news
المزيدأسعار العملات المشفرة
المزيد








